الدكتورة فاطمة عبد الحكيم تفوز بجائزة لوريال–اليونسكو للنساء للعلوم 2025

التكريم

حصلت العالمة والباحثة السعودية الدكتورة فاطمة عبدالحكيم على جائزة لوريال–اليونسكو للنساء في العلوم لعام 2025 ضمن برنامج المواهب الشابة الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، وذلك تقديرًا لجهودها العلمية ومساهماتها البحثية في مجال علم مناعة النبات، وهو ما يعكس تفوّق المرأة السعودية في العديد من المجالات العلمية والبحثية، محليًا وعالميًا.


تقود الدكتورة فاطمة عبد الحكيم حاليًا مختبرات الزراعة النسيجية في شركة التقاوي الوطنية للإنتاج الزراعي "NSPC" إحدى الشركات التابعة لـلشركة الوطنية للتنمية الزراعية "نادك"، حيث تركز في هذا المختبر على إنتاج بذور عالية الجودة خالية من الفيروسات، تتكيف مع مناخ المملكة العربية السعودية، بما يساهم في تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي ودعم القطاع الزراعي في المملكة العربية السعودية.


 ركزت الدكتورة في ابحاثها على فهم الطرق التي تستخدمها النباتات للدفاع عن نفسها ضد الأمراض والظروف البيئية القاسية، وكيفية الاستفادة من هذه الآليات الطبيعية لحماية المحاصيل الزراعية، من خلال تركيزها على بروتين يرتبط بالحمض النووي الريبوزي (RNA) الذي يوجد في جميع الكائنات الحية ذات النواة الحقيقية.
ونتيجة للعديد من الأبحاث والجهود، فقد اكتشفت الدكتورة أن هذا البروتين يعمل كمفتاح جزيئي ينظم الإشارات المناعية واستجابات النبات للضغوط البيئية من خلال عملية تسمى (الفسفرة)، وهي عملية كيميائية حيوية تتم من خلال إضافة مجموعة فوسفاتية تغير من طبيعة تركيب البروتين ووظيفته.

كما أظهرت الأبحاث أنه عند تعرض النبات للإجهاد الحراري يسهم هذا البروتين في تشكيل حبيبات الإجهاد، وهي تراكيب صغيرة غير محاطة بغشاء تتكون من البروتينات والحمض النووي الريبوزي (mRNA) داخل الخلية. ومن خلال عزل هذه الحبيبات تمكنت من تحديد مكوناتها المصنوعة من البروتين والحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، وكشفت كيف تعيد النباتات تنظيم آلياتها الخلوية تحت ظروف الضغط والإجهاد. تشكل اكتشافاتها أساسًا لتطوير محاصيل تتميز بمناعة أقوى وقدرة أكبر على التحمل، مما يقلل الاعتماد على المبيدات ويحسن الإنتاجية ويعزز الأمن الغذائي في ظل تغير المناخ.

تم تكريم الباحثة د.فاطمة عبدالحكيم، خلال الحفل الرسمي للجائزة في متحف المستقبل بدبي، برعاية معالي وزيرة التربية والتعليم في دولة الإمارات، سارة بنت يوسف الأميري، و رئيس مجموعة لوريال و رئيس منظمة اليونسكو في الشرق الأوسط.

بدأت علاقة العالمة د.فاطمة عبدالحكيم بالعلوم في سن الخامسة عشرة من عمرها، حيث شاركت ومثلت المملكة العربية السعودية في معارض علمية دولية عديدة كان من أبرزها (ISEF) المعرض الدولي للعلوم والهندسة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدمت أول بحث علمي لها حول الحد من نمو الميكروبات المسببة لعدوى الجلد، وكانت تلك التجربة الشرارة التي أشعلت حبها للعلم والأبحاث، لتواصل مسيرتها العلمية مدفوعة بالشغف والاكتشاف واقتناص الجوائز، تقديرًا لإنجازاتها ومشاريعها البحثية.

وتُعد جائزة لوريال–اليونسكو للنساء في مجال العلوم من المبادرات الرائدة الداعمة للباحثات، إذ أُطلقت بهدف تمكين المرأة في المجالات العلمية وتعزيز حضورها البحثي. ويكرّم البرنامج سنويًا العالمات المتميزات ومواهب الباحثات الشابات ممن قدمن إسهامات مهمة في مجالات العلوم والحياة، ضمن أهدافه في ترسيخ أهمية دور المرأة في تطوير المعرفة والابتكار حول العالم.